الاستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد
تعد جامعة بغداد المؤسسة الاكاديمية الام لجميع المؤسسات الاكاديمية العراقية الاخرى، وهي تمتلك سجلا مهماً من العلاقات العلمية والثقافية مع عدد من الجامعات في العالم، فضلا عن انها حاضنة للعديد من الكفاءات العلمية العراقية، ولها سمعة معروفةمع كثير من الاحترام والتقدير في الحياة العراقية العامة.. لذلك فأن الحديث مع الاستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد يأخذ محتواه من هذه المنزلة التي تتميز بها الجامعة ومن محتوى المشاريع والتطلعات التي يسعى السيد رئيس الجامعة الى تحقيقها، وفي اطار ذلك يسرنا ان يكون الدكتور الموسوي ضيفاً في هذا الحوار..
-اهلا بك دكتور موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد في هذا اللقاء..
* اهلا وسهلا بجريدة بهرا.
-كيف يقرأ السيد رئيس الجامعة، واقع جامعة بغداد الان من حيث منزلتها العلمية والاستيعابية؟.
* بسم الله الرحمن الرحيم.. كما تعلمون جامعة بغداد جامعة كبيرة وقديمة وواسعة جدا ًومنتشرة على كافة اجزاء بغداد، من الناحية الاستيعابية فأن عدد طلبة الدراسات الاولية في جامعتنا هو سبعون الف طالب، والدراسات العليا يبلغ حوالي عشرة الاف طالب. الحقيقة في هذا العام حصلت زيادة في قبول الطلبة بسبب مخرجات وزارة التربية التي هي مدخلات لوزارة التعليم العالي، فساهمت الجامعة في امتصاص عدد الخريجين من الدراسات الثانوية، وفتحت دراسات مسائية لاستيعاب هؤلاء الطلبة، الا ان الاستيعاب التقريبي لجامعتنا هو بالحدود التي ذكرتها. اما من الناحية العلمية فنعتقد ان جامعتنا لازالت تتمتع بالمستوى العلمي اللائق الذي يميزها عن الجامعات الاخرى، وينافسها مع الجامعات الخارجية والدولية، عدا ما ينقصنا في الحقيقة من القضايا التقنية الجديدة التي تتمتع بها جامعات العالم، وكما تعلمون ان السبب في ذلك هو عدم قدرة الجامعة على شراء الاجهزة التقنية المطلوبة.
– نحن في النصف الاول من العام الدراسي الجديد، ماذا كانت استعدادات الجامعة للموسم الدراسي الحالي، والمشاريع التي ستقدمها؟.
* اولا والحمد لله الذي اسعفنا بتحسن الوضع الامني مما خفف على الجامعة الكثير من الواجبات والاحتياطات الامنية التي يجب ان تتخذها. هيأت الجامعة القاعات الدراسية والوسائل التعليمية والكتب وكذلك التدريسيين الاكفاء الذين يحتاج اليهم الطلبة في دراستهم، فلكل مرحلة من الدراسة لابد وان هناك مستوى علمي ودرجة علمية يتمتع بها الاستاذ الجامعي، لكي يؤدي عمله وواجباته امام اي دراسة، مثلاً في الدراسات العليا لابد من توفر عدد من حملة شهادة الدكتوراه بدرجة استاذ واخرين من درجة الاستاذ المساعد. اما بالنسبة للدراسات الاولية فهناك الدرجات العلمية التي هي المدرس والاستاذ المساعد والاستاذ وكذلك المدرس المساعد الذي يساهم في عدد من الدراسات التطبيقية والمختبرية.
– استاذ ذكرت ان هناك تحسن في الوضع الامني وهذا يشهد له الجميع، لكن التدريس في العراق عانى من هجرة العقول العلمية والكفاءات الاكاديمية، كيف كانت معالجاتكم لهذه المشكلة، وكيف عملتم لسد النقص الحاصل في الملاكات التدريسية؟.
* هذا صحيح والحقيقة ان الجامعة عانت وبشدة من هجرة الكفاءات المتميزة، خاصة في الاختصاصات الطبية والهندسية، هذه الاختصاصات نادرة واعدادها غير كافية في جامعة بغداد، اما بالنسبة الى الاختصاصات الاخرى فالحمد لله، وبسبب اقبال التدريسيين على التعيين في الجامعة لدينا عدد لا بأس به من الاساتذة والتدريسيين في مختلف الاختصاصات، يبلغ عددهم ثمانية الاف تدريسيي، وهو يمثل اكثر من 40% من تدريسيي جامعات العراق كافة. جامعة بغداد استطاعت ان توفر وتعوض النقص الحاصل في عدد الاساتذة في كثير من الاختصاصات بسبب العدد الكافي الذي يتوفر لديها، عدا ما ذكرت من النقص الحاصل في بعض الاختصاصات الطبية والهندسية حيث هذا فقط ما عانت منه الجامعة. ولكن المعاناة كانت شديدة بالنسبة للجامعات العراقية الاخرى التي لا تمتلك هذا العدد الكبير من التدريسييين، ونحن ساعدنا الجامعات الاخرى بخبراتنا، كما هم ايضاً ساعدونا بخبراتهم في الاختصاصات التي لا توجد لدينا.
– هناك من يشير الى انخفاض المستوى العلمي للكليات والمعاهد التابعة للجامعة حصراً، وهناك من يرى وجود تأثيرات سياسية تحد من الواقع الاكاديمي، فبماذا يرد السيد رئيس الجامعة على ذلك؟.
* اعتقد ان انخفاض المستوى العلمي بهذه الكلمة المطلقة ليس له وجود، فالمستوى العلمي في جامعة بغداد لا يزال يتمتع بأساسياته، الا ان هناك نقص وكما ذكرت في التقنيات الحديثة التي تستخدمها الجامعات الاخرى، والوسائل التعليمية الحديثة، وهي موجودة في جامعتنا لكنها لا تتوفر بالاعداد الكافية لتغطي كافة كليات جامعة بغداد ومعاهدها. نعترف انه لدينا نقص في التقنيات التي هي مكملة للمناهج الاساسية الموجودة في الجامعة، لكن تبقى الاساسيات هي الاصل في رفع او خفض المستوى العلمي. عندما نقارن خريجي جامعة بغداد مع خريجي الجامعات الاخرى في الدول المجاورة لا نجد هناك فرق شاسع في المستوى، بل نجد ان الفرق هو في قلة استيعاب الطالب للتقنيات الحديثة لعدم توفرها.
اما بالنسبة للتأثير السياسي على الجامعة، فنحن نبذل جهد كبير لابعاد اي تسيس يدخل الى الجامعة، لان الجامعة هي علمية اكاديمية وفيها دراسات علمية وانسانية متعددة، اما الممارسات السياسية فالطالب له حق ممارستها خارج نطاق الجامعة، ولا نتدخل في ذلك على الاطلاق، ولا نسمح للتيارات السياسية ان تمارس سياستها داخل الجامعة لان ذلك سيفسد المستوى التعليمي الموجود فيها.
– هل للميزانية المحددة لجامعة بغداد تأثير على مستواها العلمي وما تقدمه للطالب الجامعي؟.
* بالتأكيد لها تأثير واضح على مستوى الجامعة وعلى ادائها وشكلها الخارجي، على ساحاتها وحدائقها ونظافتها، فالتخصيصات المالية مهمة جداً لابراز الطابع الحضاري للجامعة. الحقيقة نحن نعاني بشدة من التخصيصات المالية، وعندما ذكرت ان طالبنا يعاني من عدم توفر التقنيات الحديثة، ذلك هو بسبب نقص التخصيصات المالية، فلو كانت تتوفر لدينا تخصيصات كافية لكنا تجاوزنا هذا الفراغ الذي تعاني منه الجامعة منذ فترة.
– السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تخصص ميزانية جيدة لجامعة بغداد؟.
* هذا السؤال يجب ان يوجه الى وزارة المالية، فهي المستودع الكبير لاموال العراق، نحن نسجل متطلباتنا لكن الوزارة المذكورة تخفض المبلغ الى درجة غير معقولة، احياناً يكون التخفيض مقبولا الى حد ما، اما التخفيض في ميزانية الجامعات غير مقبول وغير مبرر، حقيقية يصبح مثار تعجب واندهاش من قبل اي جامعي او مسؤول عندما يعلم بالميزانية الشحيحة للجامعات العراقية.
– تجمع كل الدراسات الخاصة بتطوير العمل الاكاديمي على اهمية اعادة التأهيل والتدريب، ما مشاريع الجامعة بهذا الاتجاه؟.
* حقيقة التدريب والتطوير والمشاركة في الفعاليات العالمية والمؤتمرات والندوات امر مهم جداً، واعتقد ان جامعة بغداد وان لم تصل الى مستوى الطموح الا انها على الرغم من ميزانيتها القليلة ارسلت اعدادا لا بأس بها من الاساتذة الى خارج العراق للغرض التدريبي والتطويري، جامعتنا ترسل ما بين 50-60 منتسب وتدريسي الى الخارج شهرياً للمشاركة في مختلف الفعاليات العلمية والانسانية والادبية والدينية.. على الرغم من ان هذا العدد ليس بمستوى الطموح كما ذكرت، لكن على الاقل هناك حركة وموقع لجامعة بغداد اينما تذهب في العالم، فهي ممثلة في كل المؤتمرات والندوات التي تدعى اليها حتى وان كان التمثيل قليلا. ارسلنا العديد من الاساتذة لمختلف الدورات والورش العلمية والتطويرية المقامة في الدول المجاورة واخرى عالمية، وكانت النتائج جيدة جداً، واستخدمنا هذه الطريقة ايضاً لتدريب الطلبة، فالجامعة ارسلت وفودا لتدريب الطلبة في مختلف انحاء العالم، على الرغم من انها قليلة، الا انها كان لها موطئ قدم في عدد من الفعاليات العالمية. فضلا عن ان الجامعة دخلت في مجالات عديدة لم تدخلها الجامعات الاخرى العراقية، مثلاً في مجال التعليم الالكتروني الذي حققت فيه دوراً بارزاً، واستضافت حوالي سبعين محاضراً وباحثاً من خارج العراق، لتضع هذه التقنية في خدمة الاساتذة والموظفين وطلبة الدراسات العليا في مختلف كليات الجامعة وحتى الجامعات الاخرى.
لدينا ايضاً خدمة مرجعية في المكتبة المركزية، على ضوئها يتمكن الطالب او الاستاذ الحصول على المصادر التي يحتاجها حتى وان كانت خارج بغداد دون ان يتجشم عناء السفر والوصول الى بغداد. ولدينا ايضاً امكانية اعطاء ثماني عشرة شهادة عالمية، وبرخص عالمية من المؤسسات والمنظمات الدولية، لمنح شهادات في مختلف فنون المعرفة والعلم يمنحها مركز الحاسبة الالكترونية الموجود في جامعتنا. على الرغم من انه قد ينظر الى هذه المسائل على انها متواضعة، ولكن على الاقل نحن نسير على الطريق الصحيح واننا وبعون الله نتوفق ونستطيع ان نقطع شوطا اسوة ببقية الجامعات العالمية.
– استاذ الموسوي..في تصريحات صحفية عديدة تحدثت عن استقلالية الجامعات، ما الذي ستحققه هذه الاستقلالية لجامعة بغداد اذا ما تم تحقيقها؟.
* الاستقلالية مبدأ تتمتع به كثير من جامعات العالم، باعتبار ان الجامعة ادرى بخططها ومشاكلها، وهي تفسح المجال للمنافسة الكبيرة بين الجامعات المختلفة. فهناك جامعات على مستوى العالم متخصصة في الطب او بفرع معين منه، واخرى عريقة متخصصة بالادب مثلاً، لكن في العراق لا يوجد مثل هذا التمييز، فالجامعات العراقية الان كلها تعمل ضمن نظام واحد بآوامر وتوجيهات من وزارة التعليم العالي، وما يطبق على الجامعة الكبيرة يسري على الحديثة، وهذا الاسلوب في كثير من الاحيان ليس نافعاً ادراياً وعلمياً. عندما تطلب الجامعات الاستقلالية، قد لا تعني ان تنفصل عن الادارة، فهي تطلب ان تعطى استقلالية مالية وعلمية وادراية، لتهيئة وضعها، ومن ثم نعطيها الحرية في ممارسة عملها ونشاطاتها، وعند ذلك من الممكن يمكن تقييمها. اما الان عملية التمييز بين الجامعات صعبة، باعتبار انها جميعها مرتبطة بالدولة والوزارة، وعملية اجراء المقارنة بينها صعبة.
– هذا معناه تحقيق اللامركزية في مرجعية الجامعة؟.
* نعم الامركزية مهمة بالنسبة للجامعات، ممكن ان تضع منهجا معينا، او فتح دراسة غير موجودة في الجامعات الاخرى، او قبول اعداد اقل او اكثر من الطلبة كل حسب امكانياتها وقدرتها الاستيعابية والتقنيات المتوفرة لديها وعدد اساتذتها. فالتدريسيون في الجامعات مختلفون في اماكن تخرجهم، عندئذ العلم الذي تعلمه في الدولة التي تخرج فيها سوف ينعكس على ما يقدمه لطلبته، فمن الصعب توحيدها ووضعها في اطار واحد تابع الى مركزية واحدة.
– برأيك اين يسير الاتجاه في هذا الموضوع هل سيتحقق ام لا؟.
* ان شاء الله، نحن نعمل بجهد كبير لوضع هذه القضايا امام السادة المسؤولين المعنين بالقرار، ونتمنى ان نحقق نتائج ايجابية، حتى وان كانت بشكل تدريجي.
– هنالك دراسة تقوم بها جامعة بغداد لفتح عيادات طبية استشارية، اين وصلت هذه الدراسة ومتى سيتم تنفيذها؟.
* كما تعلمون نحن في جامعة بغداد لدينا كليتي طب، واخرى طب اسنان، وكلية صيدلة وتمريض، هذه هي المجموعة الطبية، كان اكثر الاساتذة الذين يمتلكون عيادات خارجية خاصة هم من كلية الطب وكلية الطب/ الكندي وفق اختصاصات مختلفة ومتميزة، هذه العيادات ومع الاسف تقلصت بشكل كبير بسبب الاحداث التي مر بها العراق وهجرة الاطباء العراقيين، اوبسبب كون المناطق التي يزاولون فيها اعمالهم هي مناطق ساخنة. لكن الان وبعدما تحسن الوضع الامني لابد من دراسة كيفية اعادة هؤلاء الاساتذة الى عياداتهم الاستشارية، مع وضع الامكانات الموجودة لدى الجامعة في خدمتهم، ومناشدة الدولة لتوفير امكانات الحماية وغيرها للاستاذ الجامعي الطبيب لكي يمارس اختصاصه ويعالج المريض، فهذه الخدمة ليست للاستاذ فقط وانما للشعب العراقي الذي عانى الكثير.
-هناك من يتهم واقع الدراسات المسائية بأنه غطاء لممارسة علمية اكاديمية ضعيفة جداً وانها ليست بمستوى الدراسات الصباحية، ما الذي تتخذه الجامعة لتعزيز المنهجية العلمية في تلك الدراسات ورفع المستوى فيها؟.
* الدراسات المسائية خرجت ملاكات ممتازة، خدمت البلد بشكل كبير، خاصة ان الدراسات المسائية كما تعلمون لا يوجد فيها شرط العمر، من الممكن للموظف او العامل العراقي ان يكمل دراسته عن طريق هذا الباب مهما كان عمره، ما يعني انه عندما يبدأ بالدراسة المسائية يمتلك خبرة، على الاقل في الحياة، فيختلف عن الطالب في الدراسة الصباحية. الا ان ما حدث للدراسة المسائية وما عانت من مشاكل خلال السنوات السابقة هي التي وضعت الدراسة المسائية في موضع الاتهام الذي ذكرتيه، فالدراسة المسائية يكون الدوام اليومي الرسمي فيها من الساعة الرابعة عصراً ولغاية الثامنة او الثامن والنصف مساءاً، لكن بسبب الوضع الامني لم تستطع الكليات الالتزام بمثل هكذا توقيت، عندئذ انسحب الوقت الخاص بالدراسة المسائية الى الصباحية، مما اثر على دوام الموظفين، فهناك عدد كبير من الموظفين الملتحقين بالدراسة المسائية.
النقطة الاخرى ان وزارة التعليم العالي تدخلت تدخلاً كثيرا في موضوع اجور الدراسة المسائية، مما ادى الى تدهورها، يعني ان التدخل الفاضح للوزارة في الدراسة المسائية على الرغم من وجود قانون يحكمها، كان له دور كبير في تدهور الدراسة المسائية مما ادى الى تعليقها في الكثير من الجامعات. بسبب هذا الوضع وكثرة عدد الطلبة في هذا العام بدأت الحياة تعود ثانية الى الدراسة المسائية.
لو عملنا مقارنة بين الدراسات المسائية والصباحية سنجد ان مستواهما العلمي متطابق، لان الملاك التدريسي هو نفسه تقريباً للدراستين، والاسئلة مشتركة في الامتحانات النهائية والمناهج موحدة، فلماذا هناك تدهور في المستوى العلمي للدراسات المسائية، ليس هناك تدهورا بالشكل الذي يشاع وانما جملة الظروف القاسية التي مرت بالدراسات المسائية هي التي اضفت عليها هذا المفهوم، الا ان ذلك غير صحيح. ونتمنى للدراسات المسائية في المستقبل ان تبدأ بشق طريقها بالمستوى العلمي الرصين والمطلوب.
– ما الذي رصدته الجامعة من جهود لتطوير الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه، وهل هناك خطوات معينة لتطوير توجهات الجامعة الى ما بعد الحصول على هاتين الشاهدتين العلميتين؟.
* في الدراسات العليا قامت جامعة بغداد بفتح 370 قسما ما بين علمي وانساني، وهذا الرقم ليس بقليل لكن الجامعة نفذته لتحقيق رغبات كافة المتقدمين للدراسات العليا. هناك تنافس شديد على الدراسات العليا في جامعة بغداد، ونحن فرحون لهذا التنافس، لانه يفرز المعدلات العالية، وهناك امتحان تنافسي يحدد القبول في الدراسات العليا، واهم ما حققته هذه الدراسات العام الماضي وهذه السنة، هو منح طلبة الدراسات العليا زمالات دراسة لمدة 3-6 اشهر في كافة جامعات العالم منها في بعض الدول الاوربية والامريكية، للا طلاع على اساليب البحث الحديثة والاجهزة والمصادرالحديثة المتوفرة، والعودة الى العراق لاكمال متطلبات بحثهم. هذا تطور كبير ويحتاج الى ميزانية كبيرة وطموحة، ووزارة التعليم العالي في الحقيقة لم تقصر في هذا الاتجاه. والان هناك فكرة لتطوير هذا الممارسة اكثر هي باشراك المشرف للذهاب مع الطالب لمدة ثلاثة اسابيع، لتتوفر له فرصة اللقاء مع الاساتذة في الجامعات الاخرى، ووضع الخطة البحثية للطالب المشرف عليه، هذا كله يأتي في اطار التطوير في الدراسات العليا.
اما لما بعد الماجستير والدكتوراه، فعالمياً هاتان الشهادتان هما الدراسات العليا التي تقود الجامعات وخططها البحثية والدراسية، هناك عدد من الجامعات تستخدم خطة دراسة ما بعد الدكتوراه، وهي ليست شهادة وانما هي بحث يجريه الحاصل على شهادة الدكتوراه يسمى دراسة ما بعد الدكتوراه، فجامعتنا على ركب الجامعات الخاريجة وعلى نفس الخط، الا ان الجامعات العريقة ومن بينها جامعتنا تساهم ايضاً في خدمة المجتمع في كل توجهاته، هناك تخصصات متراكمة لدى اساتذة الجامعات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والطبية والهندسية والاعلامية والفنية والدينية، وممكن ان نقدم للمجتمع ولمؤسسات الدولة المختلفة الدراسات والاستشارات التي تحتاجها لحل مشاكلها، فالعراق يعيش في ثروة من المشاكل، فاذا سميت الثروة للمال فهناك ثروة للمشاكل ايضاً، فهناك مشاكل طبية ونفطية وبيئية واجتماعية وسياسية.. وكلها بحاجة الى حلول، والذي يقدم هذه الحلول لابد وان يمتلك الخبرة، وانا اعتقد ان الكثير من الخبرات موجودة في التعليم العالي.
– الاستاذ موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد شكراً جزيلا لك.
* شكراً لجريدة بهرا.