ناقشت رسالة الماجستير في قسم الدراسات المالية تخصص المصارف “السرية المصرفية كميزة تنافسية / بحث تطبيقي في عينة من المصارف العامة والخاصة” للطالبة حنين شاكر محمود. 

تناول البحث الموسوم العمل المصرفي الذي يقوم على مبادىء أساسية من ضمنها مبدأ السرية المصرفية، إذ يجب الحرص على هذا المبدأ حتى يكون العمل المصرفي مفيداً للأفراد بصفة خاصة وللمجتمع بصفة عامة.

وتعد سرية العمليات المصرفية من الناحية القانونية هي من أساسيات العمل المصرفي في جميع أنحاء العالم، وبهذا يمكن القول على أن تكون هناك ثقة بين المصرف والزبون حيث يعود ذلك الى أن الزبون قد أعطى المصرف أسراراه وتفاصيل حساباته وتعاملاته المالية.

لقد أصبح من غير الممكن عدم لجوء الأشخاص الى المصارف فهو ضرورة حياتية، وأنطلاقاً من مبدأ (أعرف عميلك) لابد للمصارف من ان تلم بمعلومات واسعة عن الزبون ونشاطه فضلاً عن المعلومات المتعلقة بحساباته لديها.

ويشير نظام السر المصرفي الى القيود التي تلزم المصارف بالحفاظ على سرية الزبائن، ومن هذا المنطلق يجب أن تحاط أسرار الزبائن المقدمة الى المصارف بالكتمان ولا يمكن أفشائها الا ضمن ضوابط وقوانين تنص على أفشائها، وتتيح القوانين تعزيز هذا النظام حيث يتم تشريع قوانين تهدف في المقام الأول الى عدم السماح بالكشف عن آية معلومات تخص الزبائن، وقد وضع نظام السر المصرفي لحماية الزبائن وليس لحماية المصارف.

وبين البحث إن تزايد حدة المنافسة وتنوع رغبات الزبائن أصبح من الأهمية البالغة للمصارف في خلق ميزة تنافسية من خلال تقديم خدمات جيدة ومميزة من أجل الحصول على مكانة مميزة في البيئة المصرفية، فالخدمات المصرفية بالرغم من تعددها الا أن الأمان والثقة والمحافظة على أسرار الزبون هي الأساس في حصول المصرف على ميزة تنافسية داخل بيئة شديدة التنافس فيما بينهم.

ولهذا فقد أوضحنا في بحثنا تأثير السرية المصرفية على الميزة التنافسية وعلى جودة الخدمة المصرفية، إذ يهدف هذا البحث الى بيان مدى نجاح المصارف العراقية في الألتزام بالسرية المصرفية، وبيان العلاقة بين الألتزام بالسرية المصرفية وتحقيق الميزة التنافسية. وقد تم أختبار هذا من خلال أستخدام أسلوب الأستبيان الذي تألف من أسئلة مطروحة للموظفين، وأسئلة تم طرحها على الزبائن، حيث تم توزيع العينه على المصارف الحكومية وهي (مصرف الرافدين، مصرف الرشيد)، وعلى المصارف الأهلية وهي (مصرف الشرق الأوسط العراقي للأستثمار، مصرف الوطني الأسلامي)، حيث تم توزيع (105) أستبانة للموظفين فكانت (5) منها تالفه، و(70) أستبانة للزبائن فكان أثنين منها تالف.

وخلص البحث مجموعة من أهم الاستنتاجات وهي:- 

1- إن الزبائن تعتمد في أختيارها المصارف التي تتعامل معها عدة ميزات من بينها مدى الحفاظ على أسرارها وعملياتها لدى المصرف.

2- إن بعض المصارف تعرضت الى شكاوي بسبب عدم الحفاظ على أسرار الزبائن.

3- إن حفاظ المصرف على أسرار زبائنه يؤدي الى جودة خدمته وبالتالي تمتعه بميزة تنافسية في حقل العمل.

واوصى البحث مجموعة من التوصيات منها:-

1- تشجيع الأستثمار الوطني عن طريق الحفاظ على السرية المصرفية وبما يؤمن عدم تسرب الأموال الى الخارج.

2- قيام المصارف بالتشدد في محاسبة موظفيها المقصرين في الألتزام بالسر المصرفي.

3- أعتماد نظم معلومات مصرفية لا تتيح المعلومة الا لمن يحتاج اليها في تأدية عملها اليومي داخل المصرف.

Comments are disabled.